غزة - نسمة حمتو

علّك تذكر عزيزي القارئ قصة العجوزين اللذين أعياهما الفقر وكان الدواء نقطة ضعفهما، هذه العائلة فقدت مصدر دخلها، فالأب الذي لطالما بحث عن عمل محاولًا تغيير حال أسرته إلى الأفضل، إلا أن حادث سيارة تعرّض له جعله طريح الفراش لا يقوى على العمل، وزوجته الصابرة تعاني من إصابتها بالسرطان.

بعدما نشرت "فلسطين" قصة هذه العائلة تحرّك أهل الخير لتقديم يد العون.

معاناة المرض

هذه السيدة انتقلت إلى رحمة الله بعد معاناة شديدة مع المرض وفي ظلّ عدم مقدرتها على شراء الدواء، لكن الحياة لا بد وأن تبتسم قليلًا لهذا المنزل الذي لطالما عانى بسبب الظروف المادية بالغة الصعوبة. 

بعد نشر القصة في صحيفة "فلسطين"، وبالتواصل مع أهل الخير، تغيّر وضع هذه الأسرة للأفضل من خلال مساعدة قدمتها "لجنة زكاة الدرج" و"جمعية خدمات الطفولة".

أول خطوة قامت بها جمعية خدمات الطفولة بالتعاون مع لجنة زكاة غزة هي إعادة ترميم المنزل ليصبح صالحًا للسكن، فأعادت طلاء الغرفة ووفرت خزانة وسريرين للعائلة وثلاجة وغسالة وفرنًا وأدوات طهي كثيرة مما يلزم لتعيش هذه العائلة حياة كريمة. 

الاحتياجات اللازمة

مدير جمعية خدمات الطفولة علاء البقري قال لـ"فلسطين": "بعد الاطلاع على قصة العائلة في الصحيفة، شرعت لجنة زكاة الدرج بالتعاون مع خدمات الطفولة في توفير الاحتياجات اللازمة لهذه الأسرة، وأهمها إعادة ترميم الغرفة التي كانت لا تصلح للسكن أبدًا". 

وأضاف: "تواصلنا مع أهل الخير وأبدوا استعدادهم لإعادة ترميم المنزل، فبدأنا بعملية طلاء الغرفة والمطبخ، ثم عملنا على توفير الاحتياجات اللازمة من ثلاجة وغسالة وغيرها من الأدوات التي كانت تنقص الأسرة". 

ولفت البقري إلى أن "خدمات الطفولة" تقدم خدماتها لعدد كبير من العائلات الفقيرة في منطقة الدرج، ولديها عدد من برامج المساعدة، أهمها كفالة الأيتام وتقديم المساعدات لهم قدر المستطاع، معربًا عن أمله في أن تجد الجمعية متبرعين جددًا لتتمكن من مساعدة عدد أكبر من المحتاجين.

أمنيات معلّقة

أما صاحب المنزل والذي عبر عن فرحته البالغة بما قدمه فاعلو الخير من مساعدات لم يكن يتمكن من توفيرها أبدًا، فقال: "كنت أعيش في غرفة صغيرة لا يوجد بها سوى سرير كبير أنام عليه مع ابني وزوجتي، ولم أستطع حتى توفير أبسط الإمكانيات، وبفضل الله وبعد تدخل أهل الخير تغير وضعي للأفضل".

وأضاف: "كنت أعاني بشكل كبير من رائحة الرطوبة في الغرفة وعدم توفر أهم الأجهزة الكهربائية، ودائمًا كنت ألجأ إلى أقاربي كي يساعدوني في غسل الملابس أو تخزين الطعام في الثلاجة، وحتى إعداد الطعام، حيث لا غاز في البيت، ولكن الحمد لله بعد تقديم المساعدة أصبحت في وضع أفضل بكثير".

وتابع قوله: "لولا فضل الله، ثم مساعدة أهل الخير لما تمكنت من توفير شيء من هذه المستلزمات، حتى الخزانة والأسرة وفرتها الجمعية، كل ما أحتاج إليه الآن هو أن يتزوج ابني ليعيش بسعادة في هذا المنزل".

أمنيات بسيطة تلك التي كان يتمناها هذا الرجل كتوفير بطانية تحميه من البرد، وطعام ودواء لزوجته العجوز التي توفاها الله قبل شهر، ولكنه الآن يشعر بقدر من الراحة بعد أن تغير وضعه للأفضل، ولكن ما زالت بعض الأمنيات الصغيرة معلقة، منها توفير عفش لهذه الغرفة، أو كفالة شهرية تساعد الأسرة على اقتناء احتياجاتها الأساسية دون حاجة لسؤال الغير؛ فهل يتحقق بعض هذه الأمنيات..؟!.